Saturday, 2 November 2013

*** البطل المجهول:


*** البطل المجهول:

المكان: نادي التوفيقيه
الحدث: بطولة الجمهوريه للتنس تحت ١٤ سنه
الوقت: عز الشتا و الجو تلج .. أخر ماتش في اليوم..!!

كان ماتش بيني - أنا اللي هو - (لاعب غير مصنف و غير معروف في الوقت ده) و واحد أسمه فاضل كان من الأخر الكريزه أو الفرخه اللي بكشك (مع إني مبحبش الكشك!!) عند كل اللي في النادي الأهلي و التنس بوجه عام... سيليبرتي يعني.. بالنسبالي أنا كمان...!!

أمي كانت بتوصلني للنادي... و هي ضمنياً عارفه إني حيتعمل معايا الجلاشه في السريع و حخلص ..!!

ماما (في العربيه وحنا رايحين) : بص يا حبيبي أنت عارف الرياضه مكسب و خساره و عادي يعني إنت بس إعمل اللي عليك و خلاص و مفيش زعل مهما حصل.. إتفقنا؟؟؟؟

أنا (بعد ما تقريباً فقدت أخر قطره من بقايا روحي المعنويه) : إتفقنا يا ماما .. ))):

ماما: طب يلا يا حبيبي قول ورايا ... رب إشرحلي صدري ر يسر لي أمري... ---> الى أخر الطريق قرأنا كل الأدعيه اللي ذكرت في التاريخ ...... حتى وصلنا النادي..!!

ماما: يلا إنزل.. أنا حروح أجيب حاجات من عند طنط ماجده و حجيلك على طول.....

** أنا نزلت و روحت على ملاعب التنس .. كنت واصل يادوب على الوقت بالظبط و الحكم العام بينادي على الماتش بتاعنا..

الحكم العام (ببطء في المايكروفون): على ملعب رقم واحد (فاضل محمد مجاهد و محمد حسام)....

أنا --->إحساس مفاجئ ببرد غريب في كل جسمي و كمية أدرانالين و بيبي ضربت ولا المجاري اللي بتضرب في شوارعنا فجاءه معرفش جات منين !!!!!!! ...

*** طبعاً جريت على الحمام وانا ماسك نفسي بالعافيه لحسن تفتح من أي حتى تبقى فضيحه أكبر من الفضيحه اللي حتحصل كمان دقايق!!!

المهم خلصت بعد ما تقريباً أستهلكت كل حاجه موجوده في الحمام... و توجهت على الملعب وحيداً لمواجهة المصير المحتوم لا محاله .......!!

فاضل نزل الملعب زي بالظبط الراجل الضخم أبو ضفيره اللي في فيلم (
The Quest) بتاع ڤان دام .... واثق الخطى .. مبتسماً .. يداعب الناس اللي قاعده بره بتتفرج عليه .. لا ينظر لي حتي...!!
كان قاعد معاه أهله و مدير التنس بتاع الأهلي و مدربه و صحابه .. حتى العيال "البول بويز" كانوا قاعدين يتفرجوا عليه....!!

*** بدأت المباراه سريعاً (أصل مكنش في ماتش تاني غير الماتش بتاعنا و الوقت إتأخر و الدنيا برد و الحكم عايز ينجز) ...!!!

بدأت المباراه بسيرڤ فاضل: طراااخ (مشفتش الكوره أصلاً !!!! )

كمان تلات سيرڤات صاروخيه لم ألحق حتى تحريك رجلي اللي فجأه أتحولوا اللى عمودين نور من المستحيل تحريكهم !!!!

بعد كده كان سيرڤي.. اللي كان بيوصل بأدب و أستحياء شديد عند فاضل في إنتظار الرد الشديد اللهجه .. فكانت ردوده قاسيه .. سريعه .. حاسمه .. !!

** الجيم بعد الجيم وانا جسمي يزداد بطئ و بروده (على عكس الطبيعه الكونيه و البشريه) و فاضل ينهال عليا بالسيرڤات الساحقه و الكرات اللولبيه التي تخطف معها قلوب و أهااات و تصفيق كل من كان يتابع هذه المسرحيه الكومديه....!

*** أنتهت المجموعه الأولى سريعاً (6-1) لفاضل طبعاً..!!
توجهت الى الكرسي بتاعي وأنا بحاول أشيل رجلي بالعفيه من على الأرض و أكاد ألتقط أنفاسي في محاوله تفادي النظر للضحكات و الهمسات لكل "الباستاردس" الي قاعدين بره ..... !!

قعدت على الكرسي بشرب عصيري وانا باصص في الأرض... إذا بأمي تأتي أخيراً لترى الحفله اللي معموله عليا ..!!!! فسحبت كرسي و جلست في ركن فاضي وحيده بعيده ...!!!

*** المهم ..
الحكم (بصوت عالي): تاااااايم - يعني الراحه خلصت "للأسف" و المجموعه التانيه و الأخيره حتبدأ ..

إيه اللي حصل بقه!!!!!! -----> مدير التنس بتاع النادي في محاوله كوميديه و خطف الأضواء بصوت عالي : يلا يا فاضل إنجز الجو برد و إحنا تعبنا من كتر التصفيق!!!

أنفجر كل من كان في الملعب من الضحك بما فيهم الحكم على هذه القلشه السخيفه الرخمه التنحه زيه !!!!

أمي (*أتنفضت من على الكرسي*) : عيب كده يا فندم دي رياضه و دول ولادنا و لازم نشجعهم !!!!

مدرب فاضل: مفيش مشكله حضرتك هو الماتش خلص خلاص!!!! (ضحك للمره التانيه)

أمي (بقوه و تحدي و حزم لم أراها من قبل و هي تنظر إليهم جميعاً): لأ لسه مخلصش!!!!!!!!!!!

* ساد الصمت فجأه .. و لم ينطق أحد!!!!
ثم نظرت لي في عيني و بصوت عالي: يلاااااااا شجع نفسك و ألعب .... يلاااااا .. مش حتطلع من الملعب ده غير ونتا كسبان!!!!!!!!

لأول مره أحس بالدفء الشديد و نااار تجري في كل عروقي من رجلي الى رأسي..
فكأن أمي حقنتني"زي فيلم أنكل زيزو حبيبي" .. بحقنة القوه .. حقنة الثقه .. حقنة الحياه!!!

فتحول الملعب بالنسبالي الى حلبه مصارعه ... و بدأت بسيرڤي أول جيم : مسكت الكوره في إيدي و نظرت الى فاضل ... و طرااااااااااخ!!!!!!!! أول سيرڤ ساحق لي .....
*** أمي نطت من على الكرسي : ياااااس يلاااا يا محمد يلااا الماتش ده بتاعك يلاااااااا!!!!!

تاني سيرڤ ..... طرااااااااااخ !!!!
*** أمي : ولددددد يلا إلعب .. !!!!!

كوره بعد كوره و جيم بعد جيم ... حتي فرت بالمجموعه التانيه 6-0 وسط زهول و شلل و سكوت تام لكل من كان في الملعب!!!!!!!!!

روحت جري عند الكرسي لأخذ جرعه سريعه من ال
iso star اللي محتطوش على فمي من أول الماتش (مكنش ليه لازمه ساعتها!!) و شوية مياه و جري تاني على الملعب في أنتظار فاضل يلتقط أنفاسه و يريح و ينزل!!!!

** بدأت المجموعه الأخيره و الحاسمه .. و أمي واقفه على رجليها ورايا سامع صوت أنفاسها السريعه الساخنه التي كانت وقود للثقه و القوه بداخلي!!

*** كوره بعد كوره و كل من كان في الملعب بدأو يقفوا .. و بدأ التشجيع يعلى و أي كوره فاضل يكسبها تتحول الى فرحه عارمه و كأنه دخل جون في الجزاءر في الدقيقه الأخيره!!!

و أي كوره أنا أكسبها لا أسمع إلا صوت أمي و تصقيفها الحاد و هتافها و كأنها مجموعه كبيره من الألتراس مع بعض..
فكانوا ينظرون إليها على إستحياء ثم ينظروا الى فاضل في محاوله رفع روحه المعنويه: يلا يا فاضل يلا ولايهمك!!!

***ماتش بوينت .. خلاص كوره وحده و أكسب الماتش .. نظرت خارج الملعب لقيت كل من كان باقي في النادي من أعضاء و عمال و شباب بيتفرجوا...النادي كله ضلم مفيش غير ملعبنا اللي كان منور!!!
إستمرت الكره بيننا طويلاً إلى أن كسبها فاضل ..!!! أنفجر الملعب تصفيق و هتاف طمعاً في عودة "فاضل" للماتش... !!

****تبقى الكره الأخيره إذا كسبها فاضل يتعادل إذا أنا كسبتها أفوز ...!!

** نظرت النظره الأخيره لأمي .. ثم الى فاضل .. فكان شكله مختلفاً كثيراً عن أول كوره .. فكان خاءفاً متردداً ينظر لي في عيني بترقب شديد!!!

ثم ... سيرڤ ساحق لم يرده!!!! أنفجرت أمي في من الفرحه و التصفيق حاد و هي تكاد لا تصدق ما حدث!!!
بعد صمت ساد دقيقه في محوالة إستيعاب ما حدث... صفق كل من كان في الملعب تصفيقاً شديداً ..!!!!

** أعتقد أن هذا التصفيق و التقدير الشديد كان لكي أنت وحدك يا أمي .. فقد كنتي أنتي نجمة المباراه و نجمة هذا اليوم ..

فقد كنتي بطلتي و سيدتي و كل أسبابي....!

No comments:

Post a Comment