الساعه: الفجر 3:00
ماما: محماااد .. محمد .. محمااااااد .. محمد .. محماااااااااااااااد
محمد يلا يا حبيبي قوم .. يلا السحور جاهز !!!
انا (بحاول أعمل ميت) : انا شبعان يا ماما مش عايز أكل
ماما: لأ مفيش حاجه أسمها كده قوم لازم نتلم كلنا على السحور .. دانا
عملتلك كمان الفول زي مابتحبه !!
أنا (في محاولة الحسم) : عاااااا ماما أنا حنام
ماما: يلا قووم كلنا مستنينك!!
انا: طيب حاضر يا ماما أنا جااي ... حضرتك روحي وانا هاجي ورا حضرتك
على طول ..
ماما (و ياعيني مع إني بعمل الحركه دي فيها كل يوم رغم كده كل مره كانت
بتصدقني عادي جداً و بتمشي على أمل إني عادي كده حصحى و أروح وراها) !!
أنا "طبعاً في لمح البصر":
zzZZzzZzZzZzz
ماما (من المطبخ): محممممممممااااااااااااد
أنا (عملت قتيل .. أنا و السرير إيد واحده!!)
ماما (موجهه كلامها لابويا): مممم ..طب حسام من فضلك صحي محمد!!
أبويا: محمد قوم.
أنا (طبعاً بر الوالدين أهم من أي حاجه) : حاضر يا داد.
*** كان رمضان ليه طعم و ريحه مختلفه !!
فكانت أمي تتفق مع المسحراتي أنه يقول أسمي كل ليله و طبعاً كان مستحيل أسمعه وانا نايم في أوضتي فكنت أفضل سهران أو أصحي بدري شويه أقف في البلكونه مستنيه يعدي و علشان أسمعه و هو بيقول إسمي (بغض النظر عن تدمير فكرة المسحراتي أصلاً و لكني كنت أحس بسعاده غريبه لما كنت أسمع أسمي و هو بيغنيه على الطبله .. !!!!)
فكانت أمي تتفق مع المسحراتي أنه يقول أسمي كل ليله و طبعاً كان مستحيل أسمعه وانا نايم في أوضتي فكنت أفضل سهران أو أصحي بدري شويه أقف في البلكونه مستنيه يعدي و علشان أسمعه و هو بيقول إسمي (بغض النظر عن تدمير فكرة المسحراتي أصلاً و لكني كنت أحس بسعاده غريبه لما كنت أسمع أسمي و هو بيغنيه على الطبله .. !!!!)
كنت أنزل بالعجله قبل الفطار جري عشان ألحق الست بتاعت القطايف قبل
ماتمشي .. كان أحلى قطايف تاكلها طبعاً السخنه اللي لسه طالعه من النار و كلنا
واقفين حوالين ماما بننهش في لحم أي قطيفايه ياعيني طالعه ولا بيها ولا عليها ..
بس أحلى لحظه بقى لما كنت تيجي بعد أربع خمس ساعات كده بعد الفطار و تجوع و تقرر
تخش المطبخ في رحله بحث عن حتة بانيه نايمه على ضهرها ولا شوية رز بالخلطه و الكبد
مريحين على جنب أو حتي سامبوكسايه أم لحمه مفرومه قعده مربعه ..
بس السعاده الكبرى بقى لما كنت ألاقي طبق صغير أصفر شفاف كده فيه تلات قطفيات مقلبزين طراي و العسل بينقط منهم و يااااااه على بقك كده على طول !!
بس السعاده الكبرى بقى لما كنت ألاقي طبق صغير أصفر شفاف كده فيه تلات قطفيات مقلبزين طراي و العسل بينقط منهم و يااااااه على بقك كده على طول !!
كان صوت الراديو قبل الفطار مصدر للراحه و السعاده متعرفش ليه مع إن
عمر مكان في أي حاجه مميزه أو جديده هما نفس البرامج و أصوات المذيعين و الشيوخ ..
و لكنك كنت تسمعهم بشوق و كأنك تراهم في أنتظار الصوت العذب المفضل المنتظر .. صوت
مدفع الإفطار ..!!
كان إبراهيم نصر و بدون كلام قمة المتعه و الإثاره و الكوميديا ..و كان
"حوار صريح جداً جداً كلام مريح جداً جداً إن قلت متخافشي متخافشي و إن قلت
ماتقولشي ماتقولشي" .. يعني يعني بغض النظر عن الأغنيه الغريبه دي بس كان هو
ده قمة الصياعه و الحوارات و الإعترافات فكانت منى الحسيني بلونداية الشاشه
الصغيره بلا منازع !!!
كنا نخلص الفطار جري عشان نلحق الكاميرا الخفيه .. و نتابع القناه
الأولى و التانيه من بدري علشان مايفوتناش حاجه .. كان هما مسلسلين تلاته اللي
كانوا بيتعرضو و كنا نحس أنه كتير و صعب حتى إننا نتابعهم كلهم !!
حتى الريموت كنت تحس أنه بيجيلو هارت أتاك من سرعة القلب بين القناتين ..!!
حتى الريموت كنت تحس أنه بيجيلو هارت أتاك من سرعة القلب بين القناتين ..!!
لما كان أبويا يخدني معاه للمسجد لصلاة التراويح فكانت لحظات من ذهب ..
كانت أفضل و أسعد الأوقات ( أصل كان جنب المسجد سوبر ماركت و كان لازم أبويا
يجيبلي حلويات قبل منروح الجامع عشان أرضى أدخل معاه "أستغفر الله العظيم يا
رب سامحني مكنتش فاهم") !!
المهم .. بعد لما كبرت شويه .. علمتني أمي أن ختم القرأن في رمضان هي
فضل و رضا من ربنا و يجب أن أحرص عليها على الأقل في رمضان !
و أن القرأن يهجر من يهجره و أن الله يرزق و يكرم من يصّدُقه.. لم أفهم
أوي موضوع إني أكون صادق في نيتي لأختم القراءن حتى مكنتش فاهم عملياً أعملها إزاي
ما أنا أكيد عايز أختم القراءن زي كل الناس ..!!
و لكن كلام أمي أثر في نفسي .. لدرجة إن لو يوم لم أقرأ .. أحس إن ربي حرمني من قرأه كتابه الكريم .. فكان خوفي من إحساس أن القرأن هجرني يلاحقني كلما أتذكر كلماتها لي ..
و لكن كلام أمي أثر في نفسي .. لدرجة إن لو يوم لم أقرأ .. أحس إن ربي حرمني من قرأه كتابه الكريم .. فكان خوفي من إحساس أن القرأن هجرني يلاحقني كلما أتذكر كلماتها لي ..
المهم في رمضان من الرمضضاننات كنت دايماً أبدأ الشهر بقوه و نشاط ما
بين تراويح و قرأن و شنط رمضان و غض البصر أثناء تجميع شنط رمضان و كده ماشي !!!
آجي بقه في العشر أيام اللي في النص أتسحل في أي كلام لغاية مافوق على
كلمة ماما و إحنا بنتسحر "على فكره النهارده أول ليله في العشر الأواخر إدعي
كتير .. خلاص الأيام الكريمه بتخلص"
يضرب الأدرنالين في جسمي و بسرعه أبدأ في محاولات تعويض ما فاتني
فاكتشف إني لسه مثلاً في الجزء السابع أو التامن و أمامي كتير لغاية مخلص و لكن
ثقتي في نفسي داءماً كانت حاضره .. يعني إحساس إني لو عايز أعمل حاجه حعملها مهما
كانت هي إيه !!
و جاء هذا اليوم .. يومٌ لن أنساه عمري!
كان غداً أخر يوم رمضان .. و كنت بعد تكثيف و تركيز قدرت أخلص كل اللي
فاتني .. لم يتبقى لي إلا أخر جزء .. جزء عام .. الأسهل و الأسرع و الأخف ..
فقلت لنفسي خلاص بقى .. عندي لسه بكره كله قبل الفطار أقدر بمنتهى
السهوله أنجزه ..!!!
و جه أخر يوم .. و أنا مش عايز أكتر من أى نص ساعه قبل الفطار و أخلص
.. و فعلاً قرأت الجزء كله حتى تبقى لي فقط أخر أصغر سته أيات في المصحف ...!
كنت جالس أقرأ على السرير بعد العصر .. لم أشعر بالنعاس كما شعرت يومها
في تلك اللحظه .. كانت عيني ترفض كل أوامر مخي إنها تفضل فاتحه مع صداع رخم مفاجيء
اللي هو في نص الراس ده .. قلت طب أنا أرجع راسي و أقفل عيني خمس دقايق ريلاكس كده
و بعد كده أقوم أكمل ............!
ماما: محمااااااد يلا يا حبيبي قوم علشان تفطر المغرب خلاص أذن ..
محماااااااااد يلا قووووم !!!
و كأن جبل سقط فوق رأسي !!! قمت و أنا أجري على أمي ..
أنا (في لهفه و سرعه) : ماما هو المغرب أذن فعلاً!!!!
ماما (بإبتسامه مع شويه قلق عليا) : أه يا حبيبي خلاص .. كل سنه و أنت طيب بكره العيد .. !!!!
ماما (بإبتسامه مع شويه قلق عليا) : أه يا حبيبي خلاص .. كل سنه و أنت طيب بكره العيد .. !!!!
و كانت أثقل عشر كلمات وقعوا على أذني ...!! حسيت بغصه في حلقي و قلبي
.. لم أستطع أبلع حتى ريقي و لا أخذ نَفَسّي !!
ماما: مالك يا حبيبي ؟؟
أنا (لا أستطيع أن أتمالك نفسي من الحزن) : مفيش يا ماما كان نقصلي أخر
صفحتين في المصحف بس مخلصتهمش !!
المهم .. لبست و جريت على الجامع إللي قدام بيتنا مش عارف أنا رايح ليه
لأن عادةً أنا بفطر و بعد كده أصلي المغرب في البيت .. بس حسيت إن هو ده المكان
الوحيد اللي أنا محتاج أكون فيه دلوقتي.. لحقت المؤذن و هو يرفع أذان
"إقامة" المغرب ..
بكى المؤذن و هو يرفع أخر أذان في رمضان .. بكى و بكيت و بكى الناس
جميعاً .. و لكن بكاءي كان لإحساسي بأني الخاسر الوحيد .. تذكرت قدرة الله عز و جل
و تأكدت بداخلي كلمات أمي .. نعم فربي إختار الذين فازوا و يسر لهم ما لم ييسره لي
.. فلم أبكي يوماً ندماً كما بكيت في هذا اليوم .. فحسيت كم أنا صغير و ضعيف و
قليل الحيله برغم الثقه الزاءفه التي كانت بداخلي من قبل!!
و أنهينا الصلاه .. و دعيت ربي أن يغفرلي و يتقبلني بحرقه شديده لدرجه
إني كنت بخبط بإيدي على الأرض من حرقتي و إحساسي بمراره الخساره .. مازلت أتذكر
نظرة الخوف و الفضول في عين الراجل اللي كان بيصلي جانبي بعد مخلصنا ..
فنهضت و و ضعت رأسي في الأرض و أدرت ظهري و هممت على الرحيل ..و لكن
حدث شىءً فطر قلبي نصفين ..!!!
يأخذ إمام المسجد الميكروفون .. و يعلن .. أن غداً هو اليوم المتمم
لرمضان و ليس اليوم !!!!!!
سقط على ركبتي .. و وضعت وجهي على الأرض .. و فقدت السيطره تماماً على
دموعي و أنا لا أصدق .. فكنت أقبل الأرض مكان سجودي فرحاً و كأن ربي أطال رمضان
ليله أخرى فقط لأجلي أنا .. و كأن ربي يقول لي من المسيطر.. من بيده الأمر .. من الذي يقرر الأمور و يقرر النعم و الرزق و الفضل ..
نعم مثل ما قالت أمي أن ختم القرأن هي نعمه من الله وحده و ليس من قدرة العبد على
القراءه .. فكل ما علينا أن نسعى و نجتهد و لكن الفضل و النعمه بيد الله !!!
و رجعت الى بيتي .. و وجدت حضن أمي في إنتظاري مع إتسامه عريضه و عيون
دامعه ... قالت لي الأن صدقت فصدقك الله..