Saturday, 12 September 2015

لحظه كشف المستور +١٨

ماما (بنظرة ذعر و لهجه حاده): محماااااااااااااااااااد!!!!!!!!!!!!!!!!!!!  ملكش دعوه بيها تعالى عندي هنا حالاً !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! 

*** أحسست حينها بإحساس لم أعهده من قبل .. و كأن إحساس أمي إتجاهها أنتقل لي و سكن بداخلي الي الأبد...  !!! 

-----------

*** الساعه ٥:٤٥ المفروض صباحاً .. ضلمه .. و برد أوي .. و مفيش صوت خالص في الدنيا غير صوت أمي الوحيد المعتاد اللي بيخش يشدني من جوه الحلم وانا كنت لسه بخطف الماشروم من إيد سوبر ماريو قبل ماياكلها عشان أكبر و الأميره تحبني أنا مش هو بشنبه ده ...!  


ماما: محمد محماااد .. محمد محمااااد ... محمد يلا يا محمد الBus حايفوتك !!

أنا : حاضر يا ماما روحي حضرتك حضري الساندوتش لغاية مخرج من الحمام ....  "الجمله لازم تكون مقنعه و واعيه .. واحد فايق اللي بيتكلم عشان تتصدق"!!!

ماما: لأ قوم دلوقتي قدامي أشوفك دخلت الحمام .. إنت كل يوم تقولي كده و أصدقك و بعد كده أرجع ألاقيك نايم !!!!!

****** و هنا مزيكا في الخلفيه بتاعت المال و البنون تشتغل و انا مصلوب و راسي جوه حلقه خشب كده و بقول عباس الضو و سلامه فراويله و ناس تانيه كتير م عارفه كده بتقول لااااء لااااااااااء ("إيه اللي كنا بنتفرج عليه ده") !!!!!

أنا (بدراما حزينه) : انا يا ماما !!!!!!!!! أصدق إيه يا ماما !!!!!! يعني أنا بضحك عليكي مثلاً !!!! 😢👼 

ماما "تكاد تبكي" : لاء يا حبيبي أنا بس بخاف إنك تكسل و تنام .." أصلك ساعات بتعمل كده " --> رجوع نسبي مبشر في الكلام !!

أنا: ماما أنا خلاص قمت و فايق خلاص .. يلا يا ماما قومي من على السرير عشان أعرف أنزل !!

ماما : يعني وعد إنك مش حتنام تاني ؟

أنا 👹: أه وعد يا ماما ... "هيهيهيييي" 👹👹👹 !!!!!

بس خلاص ....... 💤💤💤💤💤💤💤💤💤!!

ماما بعد برهه من الزمن (في زعر) : انت نمت تاااااني !!!!!!!! الbus زمانه تحت !!!!!!!

*** و هنا أحب أخص التواليت بتعانا بالشكر .. ياما نمت عليه و عمره مصحاني ولا خضني كده أبداً !!!!

ماما واقفه على باب الحمام تخبيط بإيقاع متواصل "يلا يا محمد .. محمد يلا .. يلا يا محمد .. محمد يلا .. (مع الحفاظ على الميلودي)"

 المهم أخلص الحمام و أطلع أقف على السرير علشان ماما تلبسني .. ما يمنعش شوة هبل على الصبح و أقعد أنط على السرير و هي ياعيني بتحاول تلبسني البنطلون فأنا أنط و ماما تنشن فتحة البنطلون تحت رجليا..!!

 بسرعه ماما تنزلني معلقه في رقبتي الزمزميه و شنطتي التقيله على ضهري .....  و هي تطلع جري على البلكونه تنادي على الBus ... وانا على السلم جري عشان الأسانسير اللي لازم طبعاً يكون عطلان في يوم مهبب زي ده !! 

ماما ("و طبعاً خلاص جيرانا مظبطين نومهم على مواعيد الBus بتاعي .. اللي بيسهر لغاية مأركب الBus و فيه اللي يقولك أنام بدري و أصحى على ميعاد Bus محمد نشيط كده و فايق") : ياااااااااااا ميس فاااااطمااااااااااااااااااااااا يااااااااااااااااااا ميس فااااااطمااااااااااااااااا محمد نااااااااااااااااااااازل أهو إستنووووووووووووووووووووو ("مع التكرار المتواصل حتى لو الBus خلاص مستنيني و ميس فاطمه سمعت و قالت حاضر") عادي مالهاش علاقه ... محمااااااااد نااااااااااااااازل يا ميييس فااااااااااطمه أهوووووو.....!!!!!!! 

***** و كانت المفاجاءه .. أول لقاء فردي منذ زمن... لقاء طال إنتظاره مده كبيره .. كثيراً ما فكرت ماذا سأفعل حينها إذا كنت وحدي .. و ماذا كانت أمي ستفعل إن كانت معي ..  عينايا في عنيها .. ضربات قلبنا في تسارع مستمر .. أنفاس عاليه و سريعه و متلاحقه .. مش بنبص على أي حاجه تانيه غير عينين بعض ... صمت تام ... سكون لا يكسره إلا صوت أمي في البلكونه أو أي حد تاني في العماره بيسب في الBus و اللي جابو الBus و سنين أم ده Bus على ميس فاطمه واللي شغلوا أم ميس فاطمه .. !!!!! 

لحظات تمر و كأن الوقت وقف ... و كأني أحس بدوران الكره الأرضيه بل و ألف معها ... أحاسيس كثيره متلخبطه ... ماضي أليم ... ذكرايات غير مرغوب فيها ...  نسبة توتر ... قطرات عرق تشق طريقها من على وجهي الى الحريه تاركه جسمي البارد المرتعش ... كانت هي أمامي ... نعم هي التي حذرتني أمي كثيراً منها .. و التي رأيت أمي كيف تكون منفعله إذا تواجدت معها في مكان واحد ... كانت القطه سوزي أمام باب طنط راويه على السلم !!!!!!!!!

***** إلى كل من أستغلني و فاكر أنه ماسك عليا زله ... الى كل اللي عزمتهم و أستحملت سخافتهم و ذلهم ليا أنهم مايقولوش للناس أو بالأخص للبنات ... عايز أقلهم خلاص أنا قررت إني أواجه .. قررت إني أتكلم و أقول عن أهم أسرار حياتي أنا حاقول أهو حاقووووووول ....  يا نااااااس أنا ... أنااااا ... أناااااااااااااا بخاااااااااااااااااااااااف من القطط !!!!!!!! 

مدة الأنتظار طالت !! و ماما أنا سامعها ياعيني مش لاقيه حاجه جديده تقولها في البلكونه .. و مصدقيتها بدأت تروح لأني طولت جداً.. مكنش عندي غير حل واحد !!!! 

*** (Ding dong .. Ding dong) 

طنط راويه (فاتحه نص عين واحده بالعافيه) : مالك يا مودي يا حبيبي واقف كده ليه !!! خير !!! متروح يا حبيبي تركب الBus بتاعك بقااااا عايزين نتهبب على عينا ننام !!!! 

** (خلاص عارف إن سمعتي إتدمرت للأبد في العماره) طنط راويه عارفه كل الناس و طول النهار مع دي و دي و دي !! 

بس أمي اللي صوتها راح .. و اليوم الدراسي و تحية العلم اللي ممكن يفوتني .. ولا طنط راويه و كام بنت كده في العماره 😭 !!! 

أنا (بمنتهى العقل و الثبات) : معلش يا طنط .. ممكن تهشي القطه ..... ("بيه واقف بيتكلم بثقه كده و إعتزاز بالنفس حاجه تشرف")...! 

طنط راويه (بالفلسطيني) : يا عييييب الشوووم !!!!! أنت مصحيني الفچر كرمال هالقطه !!!!!!!!!! (طنط ياعيني من الصدمه فقدت الإحساس بالمكان و زعأتلي بالفلسطيني مع إن الظريف إنها أصلاً مصريه جوزها اللي فلسطيني) !!

أنا (في محاولة إثبات أنه شئ عادي يعني) : معلش يا طنط أصلي مش "بحب" القطط !!!!!! 

طنط راويه: مش بتحب ..!!!! 
لأ أسمها بتخاف!!!!!!!!! ..(" بتخاااااف .. بتخاااااااااااف ... بتخاااااااااااف  الكلمه دي رنت و عملت صدى الصوت ده في ودني لغاية دلوقتي")

 .. كل ماشوف قطه أسمعه يرن .. كبر معايا صوت طنط راويه و طبعاً مش لازم أذكر أحلى قصص الحب اللي إتدمرت بسبب هذا الكاءن المسهوك الغير مفهوم هو طيب ولا شرير !!!! 

*** 

ألاقي مين بقى كمان !! ميس فاطمه اللي أنا كنت عامل عليها بلطجي في الباص طالعه تشوف أنا رحت فين (" ناقصه هي") !! 

ميس فاطمه (أرخم ميس Bus عرفها تاريخ الإنسانيه) : مالك يا مودي واقف كده !!!! 

طنط راويه (بنظره غل شريره): خايف من القطه اللي مرميه على الأرض دي !!!!!!!!! 

ميس فاطمه (بشماته): بس عاميلي فيها هيركيليز في البااااص !!! ("بكره الناس اللي بتحط التاتش بتاعها على كلمة الباص تلاقيهم بدون مبرر يطاولو أوي في الألف كده !! هو يا باص يا أوتوبيس مافيش بااااااااص دي خالص")

**** وانا واقف على المسرح و الكل بيقطع فيا .. نزلت أمي مسرعه و هي برضو مكمله ("إستاااااااني ياااااااا ميييييس فااااااطمااااااا") .. نزلت يا عيني مخضوضه عليا مش عارفه في إيه ..

ماما (بلهفه) : إيه ده في إيه !!!! مالكو واقفين كده ليه !!!؟؟ لييه واقف كده يا حبيبي ؟؟؟؟

هما الإتنين في بكل شماته في نفس واحد: أصله خايف من القطه !!!!!!!!

ماما (كملتها بقى) : قطه !!!!!!! فييين القطه دي يا راويه !!!!!!! فييييين !!!!!! 

طنط راويه (بقلق كده و هدوء نسبي): ماهي قاعده أهيه يا أيه !! 

ماما : طب هشيها يا راويه بلزز هشييهااااااااااااااا !!!!!!! تعالى هنا يا محمد بسرعه لاء لااااااااااااااءاااااااااا إمشيييييييييييييييي يااااااااا فااااااااااطمااااااااا محدششششش يستناااااااااا إبعد عنهاااا يا محماااااااااد مشيهااااااا يا راويااااااااااااا يااااا رب خليك معانا بقى .. إبنيييييييييييييييي !!!!!!!

*** طبعاً الكل بعد اليوم ده كانو بيعاملونا بحذر شديد ... قضينا وقت طويل عشان نسبت إننا ناس عاديه .. كانت الناس بتخاف تركن عربيتهم جنبنا ... سيد كان بيجيب العيش ماياخدش فلوس ...  ميس فاطمه كانت بتطلع تبوسني في خدي و هي بتصحيني من السرير .. 

مازال السر غامض .. لماذا كل هذا الزعر من هذا المخلوق الذي لا يتعدى حجمه كف إيدي .. !!!! 

و بغض النظر عن المشكله اللي عندي دي .. أي لاڤ يو ماما .. أي هيت يو سوزي ذا كات !!!  


#ذكراياتي_مع_أمي

Friday, 3 July 2015

انت معاك مين

**** إنت مين معاك ..  !! 

*** ميعاد تقديم أوراقي للجيش المصري (تحيا مصر .. تحياااا مصر .. "شكراً شكراً .. إتفضلو أقعدوا") :

كأي شاب مصري ... واخد الختم المصري على كل حاجه في عيشته  ...
 إتكتب علينا إننا نتهان في عمرنا سنة لو إبن ناس أو تلاته لو رديت على أمك وحش في يوم كده وإنت راجع متأخر و هي كانت قاعده في أوضتها عامله نفسها نايمه أو على الكنبه في الصالون و هو مضلم .. و فجأه تسمع الصوت اللي كنت عايز تتفاداه  ... فتطلع على السلم مخصوص عشان الأسانسير صوته ممكن يصحيها و تفتح و تقفل باب البيت ولا كأنك بتطفي مفعول قنبله زي نبيل الحلفاوي و هو رايح إيلات ... ضغط نفسي فظيع .. !!! 

ماما (في عتمة الصالون) : محماااااااااااااااد ... تعالى .. !!! 

أنا (تلبيش عام في كل أطراف جسمي .. بذات لما متكونش عارف فين مصدر الصوت .. و ياريتوا أي صوت!!) : نعم يا ماما في إيه خضتيني !!! 

ماما  "يا سوسو ستايل" :: تعالى تعالى .. ولع نور الصالون و تعلالي !! 

أنا (في محاوله إنهاء فيلم إكسورسيزم ده بسرعه) : نعم يا ماما !! حضرتك ليه صاحيه لغاية دلوقتي أصلاً !!!؟

ماما: صاحيه عشان أطمن عليك .. !! ولا بترد على موبايلك ولا حتى بعتلي ماسچ واحده تطمني و إحنا بعد الفجر !! كنت فييين كل ده !!!!؟؟ 

أنا: في إيه يا ماما !!؟؟؟ هو أنا صغير !!!! خلاص أنا كبرت !!! 

ماما: الكبير مش كبير بسنه .. الكبير كبير بإحترامه لنفسه و لأبوه و أمه !!!!! 

أنا: في إيه يا ماما الكلام ده !!! كنت بتسحر مع صحابي و موبايلي قفل !!! عادي يعني !! أنا خلاص تعبت من الطريقه دي وأنا أصلاً مخنوق عندي تقديم جيش و قرف و مش لاقيين كمان ولا واسطه كويسه خالص لغاية دلوقتي عشان تخلصنا من الكابوس ده !!!!  و حضرتك مش حاسه بحاجه !! و القصه كلها عند حضرتك جيت إمتى و نمت إمتى !!!!! 

ماما (زي ظابط المباحث تبص كعب رجلي تعرف أنا مشيت قد إيه) : من يتقي الله يجعل له مخرجاً يا محمد !! رمضان قرب يخلص .. إلحق عشان ربنا هو الوحيد اللي لازم تستعين بيه و حظك حلو لإننا في أيام كريمه .. ربنا هو اللي حايخترلك الطريق اللي أنت تستاهله .. و ربنا يديك على قد عملك و نيتك ...>> نيتك ....>> نيتك ....." مش عارف ليه الكلمه دي الوحيده اللي عملت صدى صوت كده" !!!!  

أنا (على راسي بطحه إعترفت على طول ذي المغفل): إنتي بتدعي علياااا ياااا مامااا !!!!! بتدعي عليا !!!!!!! بتقولي أخد على قد نيتي !!!!!! ليييه كده !!! ليه يا ماماااا !!!!!! خلي بقى ربنا يديني على قد نيتي و ساعتها شوفي حضرتك حتزعلي إزاي !!!!! 

عشان ألحلق نفسي قبل ماشوف كيفيه عمل الجلاشه بعد إعترافاتي و تسريباتي اللي بسربها على نفسي دي ... أنا: ماما أنا داخل أنام !!!!!!! 

***** و دخلت أوضتي ... سريري ... باصص للسقف ... و منمتش ... فكرت في كلام أمي ... كابوس .... مصيري المهبب وأنا بتضرب على قفايا الساعه خامسه الصبح وانا واقف في طابور الجيش...  و قلت لنفسي خلاص مفيش مفر ...
 و هو يعني أنا أفضل أهلس طووول رمضان و أجي على أخر كام يوم أرجع أقرب من ربنا بس عشان عندي مصلحه !! 
مهو ربنا سبحانه و تعالى عارفني و عارف حعمل كده ليه و عشان إيه ... 
و عارف أصلاً أنا بفكر في إيه كمان دلوقتي!!! 
 ...
 طب أسكت بقى خلاص و متفكرش ... كفيه فضايح ... حاسس إني حاكون منافق و أهبل أوي لو قررت إني ألتزم اليومين دول و خلاص ... ياعم أسكت بقى يالي في دماغي ... أنا عمال أتفضح أهو أهو بنتفضح خلاص ...  و نيتي أكيد باينه .. أنا مش عايز غير الإعفه ... ربنا سامعني و شايفني .... طب أسكت بقى و كفايه ... نيه زفت ... فكر في أي حاجه تانيه طيب ... بيج تيستي من ماكدونالدز ... جميييل .... انت جعان .... لأ جعان ..... حتعرف أكتر مني بقولك انت جعان .... مفيش فايده ....!!!!!!  مخي بيفكر على مزاجه و مش معبرني ...
 و ماما مثلاً مش تقول يا رب أكتبله الإعفا .... لأ بتلبسني !!! ...بتقول على قد نيتي !!! ... طب و دي أظبطها إزاي .... طب أسأل الجوجل  !!! جابلي حكم باولو كوهيلو و سحر و شعوذه و جحيم !!!! أنا ناقص !!!! ... أتحكم في نيتي إزااااي .... أعمل ريستارت منيين !!!!!؟؟؟؟ ... حد يشد كوبس نيتي يا جدعان ... !!!!!!!!

أيقنت أنه مفيش أمل ... مفضوح يعني مفضوح .. و حاخد على قد نيتي خلاص مفيش كلام ... اللي أنا مش عارف أخليها تحت طوعي يومين بس حتى فربنا يلاقيها كويسه فيديني على مقامها و قدها ... نيتي حتدمرلي مستقبلي  يانااااس ... حتشطف بخرطوم برتقاني .. و أكل شوربة عدس و فول بزيت الكافور ... لاااااااء ... لااااااااااء ... منها لله نيتي .... إه منها لله !! .. طب إزاي ... ممممم ... طب ماهي نيتي دي أصلاً ربنا اللي خالقها ... ماهو مش أنا اللي جايبها لنفسي يعني .... خلاص أنا حسيبها فعلاً لربنا ... و أنا حتحكم في تصرفاتي و أخلص لله فيها ... ده اللي أقدر أعمله ... و نيتي دي بقه حسيبها للي خلقها ... لعلها تِتصلِح.... ياااه .. أنا طلعت فعلاً ولا حاجه ... حتة نيه مش عارف أظبطها يومين .... ضعييييف أوي أنا ... لأ حقيقي دعييييييف !!!! 

*** كانت أواخر الشهر الفضيل ... و كنت خلاص حرصت على تعويض كل ما فاتني من قرأن و تراويح و تهجد و فجر ... و حرصت أوي على الدعاء ... الدعاء بحرقه ... الدعاء و أنا علي يقين بالإجابه ... حتحسها لو كنت فعلاً متأكد و مؤمن إن ربنا قادر و حيتقبل  ... حتحسها أكيد ... إحساس لازم إنت تجربه مايتوصفش 
...
  أصل مفيش هزار ... دي فيها سنيين رايحه و أربعين يوم "ولكام بارتي" جحيييم ... و صحيان غصب عن أهلك من الفجر ... ولا بقى في نيتي ولا فخدتي !!! 

**** و جاء اليوم المحتوم ... اليوم اللي كل واحد فينا فكر يخطف أخوه و يرميه وسط الدائري يواجه مصيره تحت عجلات الأخوه أصحاب المقطورات و الترلات   !!!!! 

إنه يوم الإرجا ... اليوم اللي الكل بيعيط فيه ... يا من الفرحه إن ربنا كتبلك الإعفاء أو من الجحيم اللي حاتشوفه .... يوم إعلان هل أنت من ولاد المحظوظه أم من ولاد الموكوسه !!

رحت أصلي الفجر يوميها في جامع بلال ... و ألاقي إيه بقى ... ما شاء الله الشباب مرشق في كل حته .. الفجر ولا كأنه صلاة جمعه !!!! 

المهم ... إتجهت لإواجه مصيري ... الشمس بدأت تطلع ... زحام غير عادي ... تيجي نسمة هواء تعدي من على وشك مشبعه بميكس من روائح العرق المختلفه .... حجزت مكان سبيشيال أوي على الأسفلت عشان أنملي ساعتين تلاته  كده عشان أصحى فايق بقه و أقدر أقعد الخمس ست ساعات لغاية مايقرروا يطلعوا يقوله النتيجه !! 

أنت هناك عباره عن رقم و تاريخ ميلاد زيك زي أي علبة "لا فاچ كيري" في السوبر ماركت ....!!!! 

 و بداء "الكاونت داون" ... الراجل طلع على المنصه ... وشه بدر منور ...فرحه و بهجه و قوز قزح مرسوم وراه و هو بينادي على التواريخ اللي حتخش الجيش ...#الجلاشه_وينز !!!!
 ... و كانت المفاجاءه ........... !!!! 

الظابط (شبه الخليل كوميدي كده): هههه شهر يناير هههه كله يجي يقفلي طابور هنا داخلين كلوكوا يا حماده منك ليه هههه ... فبراير .... مممممم ... لييييه ....  ماشي إعفاء يا ولاد ال ولا بلاش ماشي هههه ... نيجي بقى لإخواتكو بتوع مارس هههه ... يلا يلا هههه وراهم ياخويا منك ليه ههههه ...
 إبريل ... و ساد الصمت للحظات مرت عليا و كأنها سنين !

أنا و صراعي الداخلي ---->>>  هااااااا .... أيوا أنا إبريل ..... قووول ..... لأء ملتقولش !!!!! ..... طب خلاص قوووول بسرعه .... حسد وداني .... عايز أعمل بيبي حنفجر ..... يا رب .... أنا داعيت ربنا كتير و كنت مخلص ... أيوا ...الحمد لله كنت مخلص ..... متقوووول يا عم ... أنا واثق في الإجابه من ربنا إن شاء الله .... قووول قووووول مأنت ظابط مالكش عازه أصلاً ... !!!!!! 

الظابط (في أخر كلمات سمعتها في هذا اليوم): شهر إبريل ... هههه ... يلا يا دفعه منك ليه ورا إخواتكوا بتوع شهر يناير و مارس هههههه !!!!!!!!!!!

**** كانت .... صدمه بكل المعاني ... كسرة نفس حقيقيه ... حزن شديد ... خبطه في راسي نسيتني أصلاً حوار الجيش ده كله اللي أصبح صغير أوي جنب فكرة إن ربنا لم يتقبل دعائي أصلاً ... مع إني كنت واثق جداً جداً من الإجابه 
...
  أنا كنت فاهم غلط ولا إيه !!! ربي لم يتقبلني !!!! فقط تذكرت كلمات أمي ... على قد نيتي أخدت !! ... طب إزاي مع إني ظبت كل حاجه .... صدمه ... !!! 

خلص اليوم و قررت إني قبل ماروح البيت حاروح الجامع ... روحت ... و صليت ... و سجدت ... كان حزني لا يوصف 
...
  يا رب هل كنت أنا أنافق نفسي بالعباده في سبيل هدف معين ... و لو متحققش حتقلب على العباده و أرجع زي ماكنت ... و عشان كده يا رب لم تقبلني !!!  
لأ يا رب خلاص ... أنا مش حرجع زي ماكنت ... و مش جايز هو ده الخير !!!!  ... أيوه أكيد هو الخير ....!!! الحمد لله يا رب أنا راضي باللي كتبتهولي .. يا رب سامحني على ضعف علمي و معرفتي و على قلة حكمتي !!! 

***** المهم .... في نفس الوقت .... أبويا رجع مصر عشان يكون معايا في اليومين المهبيبين دول ... يظبط كام أنكل كده يخلصونا من الكابوس ده .... يعني على الأقل أخذ سنه و خلاص مش ثلاث سنين ... كتير أوي ... بس برضه أنا راضي على أي حاجه ....  أكيد ربنا كاتبلي الخير و أحسن حاجه !!! 

المهم واحد صاحب أبويا طلع حبيبه رئيس الكومسيون الطبي... مش عارف ليه مكنتش مبسوط و متحمس ... كان لايزال بداخلي القليل من بقايا مرارة إحساس عدم قبول ربي لدعوتي ... 
 فقلت لأبويا أنا مش عايز واسطه خلاص ... ربنا هو وسطتي ... و أنا متأكد مليون في الميه إننا لو كلمنا مييين برضه حيحصل اللي ربنا كتبهولي .. فأنا حدعي ربنا يكتبلي الخير و بس مهما كان اللي مكتوبلي ده إيه ...

فأتكلم معايا أبويا على فكرة الأخد بالأسباب و لعله سبب يريحني شويه و تبقى سنه و خلاص ... !!! 

رحت مع أبي عشان أرضيه و مايزعلش مني و قابلنا صاحب أبويا و ذهبنا للرتبه الكبيره ده ....  (شكله لواء تقريباً .. كان حاطت سيفين كده على كتافه) ... المهم ... صاحب أبويا كان جايب معاه للراجل هديه في كيس كده عشان يلين المسائل و كده ...!!!! 
 
ممر طويل ... عساكر و ظباط كتير عدينا عليهم عشان نوصله ....  مكتب كبييييير ... عليه شنب أكبر .... كرش متعزز كده راسي و مليان .... هيبه جامده مش هزار ...  !!!

شاف كيس الهديه ... فجأه تحول لطفل صغير حايموت من الفرحه بلعبة الچي أي چو الجديده اللي باباه جبهاله ...!!!! 

فتح الكيس  بسرعه و عينه كلها سعاده ... فرشات بطير من حواليه ... و أنا حموت و أعرف الكيس في إيه برضه ...!! المهم ... بدأ يطلع الهديه ... و كانت الهديه صادمه بالنسبالي !!!!! 

طلعت إيه بقى ....... عدد واحد ترينينج بومه رمادي عليه علامه بومه كبيره أوي من الضهر كده و من غير جيوب حتى ... و عدد إثنين شراب ماركة أكتيڤ أبيض ...!!!!!!!!!!!!!!!!

أنا قلت خلاص !!! أنا حدخل الجيش أنا و أبويا سبعتاشر سنه على الهبل اللي الراجل طلعه من الكيس ده !!!!!! 

و لكن ... الراجل كان طاير بالترينينج و لا كأن عروسه طايره بفستان فرحها !!!! 

الظابط: إيه يا حسن بيه الترينجات الجميله دي ... !!!!!!!

أنكل حسن: يا باشا إحنا تحت الأمر ...!

المهم بعد شوية كلام حمصي كده الراجل قالنا متقلقوش أنا في كشف الهيئه حقول إنه ماينفعش ظابط .. و بكده تمام ... 

طبعاً كلمات شكر متناثره في الجو ... و لكني مازال بداخلي إحساس إن ولا هو أو غيره في إيده حاجه .. و إني عادي جداً ممكن أي حاجه تحصل فادخل ثلاث سنين برضه ولا حيعرف يعمل حاجه لو لم يشاء ربي.... !!!! 

دخلت كشف الهيئه ... طبعاً كله حواليه بيؤدي دور المكسح أو اللي بقه معوج ...اللي لسانه تقيل ..شوية تهتهه ... واحد جنبي كان عامل نفسه مش سامع...؛
-  كل لما الظابط ينده عليه الواد يعمل مش سامع و يرد يقوله: إيه ..!؟؟
- الظابط ينده مره كمان و التاني زي الغبي يقوله إيه مش سامعك يا باشا .. !؟؟ 
- قام وقف الظابط من مكانه و قاله و نظرة الجحيم في عينه: إنت يابني شايفني ولا مش شايفني ؟؟ الواد قاله أه يا باشا شايفك ليه ؟؟؟ قاله أومال عامل مش سامعني ليه يابن الكلب !!!!؟؟ :))))))))  ...  

المهم ... الشرابين الأكتيڤ عملوا شغل و أخدت سنه بدل تلاته خلاص الحمد لله ... بس كان المفروض بعديها أكمل إعادة الكشف الطبي بتاعي ... 

الأصل بقى في الكشف الطبي في الجيش إنه يثبتلك إنك كداب و مفكش حاجه ... نظرك لازم يكون نيجاتيڤ سبعين مثلاً أو داخل عليهم و شايل رجلك في كيس دليل إنك مبتمشيش في الحالات دي بس ممكن ساعتها تطلع و تاخد إعفا ... !

أنا بقى متنيل بستين نيله رياضي .. نظري سته على سته زفت شارب.. اليوم ده الوحيد اللي بتحس إن الحاجات دي مش نعم خالص من ربنا و بتبص بقه للي جنبك اللي إبن المحظوظه اللي مش شايف ولابس نضاره بنظرة حرمان فظيعه كده ... يارتني كنت أنا يا أخي ... صحيح !!!!!!!!!!!!!!!! 

المهم ...... اللي حصل بقى ... وأنا واقف بكشف باطنه ... الدكتور قالي حاجه غريبه أوي مافهيمتهاش و ماكنتش خلاص ناقص أي صدمات تانيه كفايه السنه إللي لبستها.... !!! 

الدكتور:  يابني إنت شاكلك كده "class three" .... !!!!!!!!! 

أنا (سكت كده و مش فاهم) أصل مش ناقصه هيه ....!!!!! : يا دكتور كلاس ثري إزاي !!!؟؟ أنا تمام و زي الفل !!!! ؟؟؟ 

الدكتور:  يابني باين عليك ... خدو يا أحمد يكشف هناك عند الدكتور ياسر !!!!!!!!!!!!!!!! 

- أنا (في جحيم بيني و بين نفسي) : لاااااااء أنتو عايزين مني إيه !!!!! لااااااء أنا راجل كلاس وان و حفضل كلاس وان طووول عمري كلاس ثري إيه!!!!! 
  
**** أخدني الدفعه وأنا ماشي معاه برسم  في مخي كل سيناريوهات الدفاع عن النفس و الشرف ماسك في التيشيرت و البنطلون بتوعي بكل قوتي  .... !!!! 

شافني دكتور ياسر ... في أقل من دقيقه ... بصلي كده ... 
قالي(و نظرة حزن كده على وشه): أنت يبني كلاس ثري .. حتاخد إعفاء !!!!!!!!!

أنا (في رعب ولا فرقت معايا كلمة إعفا دي خالص) : لاااااااء لييييه كده ......  يا دكتور أبوووس إيدك بتقول كده على أساس إيه .....  أكشف عليا طيب إنت مكشفتش أصلاً ...  !!!!! 

الدكتور(بإستغراب شديد): يابني وانت مالك خايف ليه مافيهاش حاجه في زيك كتير يعني عادي !!!!!! 

أنا (قلبي حيقف خلاص): يا دكتور لااااااااء أنا عارف نفسي أنا زي الفل !!! أنا مش زي حد !!!!!!  

الدكتور(بعصبيه): ماهي سنانك باينه أهه يابني ... كلاس ثري مش محتاجه كشف !!!! 

أنا "(و حاله من الذهول الشديده من بتوع أحمد شفيق)" : إيه !!!!! سناني !!!!! 

الدكتور: أه يا سيدي يلا خلصنا ... روح مش عارف مكتب مين عشان تاخد الشهاده ...... !!!!!!!!! 

.... و أخدت إعفه من الجيش عشان فكي اللي فوق مش بيقفل بظبط على اللي تحت ..... !!!!!!!!!!!!!

أنا لو كنت قلت السبب ده للناس اللي واقفه مستانيه دورها اللي أصلاً في منهم اللي جايب شهادات و تحاليل إنه مات قبل كده أربع مرات كانه ممكن دماغهم تخف و يغنوا الملاحه عادي جداً أو لسانهم يقف و يتشلوا زي نور الشريف بعد ماغير الإنترلوب في مخه عشان يخلف ... ! 

عمر ماحد صدق السبب ده حتى أهلي غير لما شافوا الورق بنفسهم ... أخدت الإعفا إللي كنا طول الوقت ساعتها بنقول دي عايزه على الأقل واصته من وزير عشان تاخدها  .... و كأن رسالة ربي سبحانه و تعالى لي ... كان ليك مين ممكن تتوكل عليه و تستعين بيه غيري ؟؟؟

من المهيمن المٌسيطر على الأمور كلها؟؟؟ من القادر على أي شئ ؟؟ من مالك هذا الملك ؟؟  

 كإنه إمتحان من ربنا ... هل كنت حتثبت ؟؟ هل حتحمد ربنا و ترضى للي حايتكتبلك مهما كان؟؟
 ولا حتعترض و تتقلب على عاقبتك لو متحققش اللي إنت عايزه؟؟؟
 
هل ستحسن الظن في لله ؟؟؟
 
هل فعلاً إنت واثق و مؤمن إنك لو داعيت ربنا و إنت واثق في الإجابه إن ربنا فعلاً حيتقبل و إن ربنا قادر على الأمر ده ؟؟

طب لو متحققش اللي إنت داعيت بيه و عايزه من ربنا .. هل حتعتبر ده شر و جالك ؟؟؟ 

*** {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}

*** {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}

** ((أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء))


أكتب هذه القصه فقط لتذكره نفسي كم كان ربي كريماً معي تفضلاً لهذا الشهر الكريم ... و كم إني إنسان بكل معاني هذا الوصف .. أتذكر العتاب الرباني الرقيق و أحزن على تقصيري ... {و هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} ... !


#إلحق_رمضان_لسه_تقدر_تعمل_كتير
#إثبت_على_دعوتك 
#معاك_مين


#ذكرياتي_مع_أمي




Tuesday, 24 March 2015

الكابتن محمد متولي

كتبت العنوان و لا أدري هل ستكفي الكلمات و الحروف في وصف هذا الرجل العظيم .. كريم الخلق .. المختلف داءماً عن كل من حوله .. حقيقةً لا أعتقد...!
** كانت أختي في الثانويه العامه .. و كأي بيت مصري .. تترقى الأم في السنتين دول لرتبة لواء أركان حرب مساعد وزير دخليه و قوات خاصه في البيت ..
- تفرض حظر التجول في الطرقه ..
- تفرض مواعيد مخصصه في فتح التلاجه
- مواعيد للزيارات
- شد سلك التليفون
- مشاهدة كل البرامج التعليمية
- وجبات مغذيه فقط المسموح بيها.
- السماح بمشاهده التلفزيون لباقي المقيمين مع تشغيل حاسة التخيل في تفسير اللي بيتقال .. التلفزيون Mute طبعاً.
- سكنه عسكريه مجهزه تجهيز تام من البيتيفور و الكيك و الشاي و كراسي السفره للدروس الخصوصيه.
- أسلاك شاءكه على باب أختي ..اللي نسيت شكلها تقريباً من قلة مبشفها !!
... طبعاً مع وجود طفل زيي في البيت في الوقت ده .. معناه إن أختي ضمنت دخول معهد تكرير القطن اللي في شبين الكوم من أوسع أبوابه ...!!!
ماما: محمااااااااااااااااااااااااااااااااااااد كفاااااااايه لعب و تخبيط الكوره على الحيطه !!!!!!!!!!!
أنا: يا ماما مأنا قافل الباب !!!
ماما : لأ كفايه كوره أختك بتذاكر .. إلعب بالچي أي چو بتوعك !!
أنا: منا لعبت بيهوم و زهأن !!! عايز ألعب كوره !!
"كانت كوره تنس لونها برتقاني كده طيبه أوي ياعيني، ماما رمتها بعد كده من شباك أوضتي !! "
ماما: أنا قلت لأ يعني لأ .. نام شويه .. أختك نازله كمان شويه عندها درس أعمل اللي انت عايزه ساعتها !!
أنا: ياااااااادي أختي !! أنا مالي بأختي يا ماما .. طب حلعب و مش حطلع صوت ..
**بعد مرور دقيقتين، بعد محاوله فاشله في المشي جوه أوضتي من غير مالخشب على الأرض يزيأ !!!
ماما: محمااااااااااااااااااااااد و بعدييييييين !!!!!!!!!!!!!
أنا :  !!
** كنت أجلس كثيراً وحيداً في غرفتي لا أفعل شيئا إلا هذا الروتين اليومي المميت .. كنت قربت يجيلي توحد و أبداء أقول لأمي .. محمد جعان .. و محمد عايز ينام .. و محمد عايز يعمل بيبي .. ربنا يشفي مرضانا جميعاً !!
****المهم في يوم .. بعد مكالمه طويله بين أمي و طنط ماجده ،و أختي أبويا وداها الدرس .. و أنا قاعد بجري بالكوره فرحاً بهذه اللحظات اللتي أنال فيها حريتي وانا بذيع ماتش أنا بتخيلوا مع لاعيبة كوره و جماهير و حكم و كده .. !!
أمي بتتكلم في التليفون الإسلكي الأبيض أبو أريل فضي اللي بيتشد كده و بيتلعب بيه كأنو سيف!! " : مممممم و بعدين يا مادي!؟؟
ماما (نظره أسى ليا وانا بعمل نفسي إن مارادونا كعبلني و الحكم مش عايز يحسب ضربة جزاء) : محمد !! محمد تاعبني أوي يا مادي .. مش عارفه أعمل معاه إيه !!!!
ماما ( باصه عليا كده و عنيها فيها لمعه غريبه) : مممممم و جاب نتيجه معاه يا مادي !!!!!!!!!!!!!؟
أنا بداء ينتابني القشعريره و انا بجري .. تهتهه في لساني شويه كده وانا بتخانق مع الحكم .. !!
ماما (إبتسامه خفيفه مع لمعة عين زي بتاعت المزدوچ بالظبط لما كان بيسرح وحش على مازنچر و فاكر إنه حايكسبه !!) : و كان بيرجع البيت عامل إزاي بقى يا مادي !!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟
أنا ... خلاص .. نفسي أخطف السماعه من على ودن ماما و أطلع أجري أوي و مابصش ورايا و أسأل طنط ماجده ترضي واحده صحبتك تعمل كده ف إسماعيل إبنك ... اللي هو إيه برضو لسه مش عارف .. بس أنا عارف أمي و حاسس كده بحاجه غلط !!
ماما : يارب يا مادي يا حبيبتي يجيب نتيجه معاه عشان أنا خلاص إنت مش فاهمه أنا في إيه .. يلا باي باي يا حبيبتي .. لأ حطمنك أكيد .. مع السلامه !!!!!
أنا نايم على السجاده لسه بمثل على الحكم إن رجليا وجعاني و مرادونا لازم ياخد طرد .. بس بصراحه أنا كنت بمثل عليهم في الماتش و مرمي على السجاده عشان أسمع ماما!!
ماما: محماااااد يلا يا حبيبي قوم .. حنروح مشوار مع بعض !!!!!!!!!!!
أنا (" - و جوايا صريخ لااااااااااااء يا مامااااااا أنا محمد إبنك يا ماماااااااااااااا لاااااااء متسيبنيش على باب الجامع و تعملي أمريكاني بالعربيه و تطلعي تجري !!!!! حلغي الماتش يا ماما خلااااااص حخلي كانيجيا و باتيستوتا يبطلو لعب على السجاده - !!!!")  : ليه يا ماما حنروح فين !؟؟
ماما : حنروح النادي
أنا (" - طبعاً النادي دي كلمة السر لما بيخطفو العيال الصغيره و يودوهم عند بشندي و الكاتعه - ") : ليه يا ماما في إيه ؟؟؟؟
ماما : يلا بس تعالى عشان تلبس و حتعرف لما نروح ...
------
وصلنا النادي فعلاً الحمد لله .. وانا في الطريق قاعد أبص على كل أطفال الشوارع اللي أنا بتخيل أنهم حيبقوا أصحابي و أهلي بعد كده و أنا نفسي أحضن واحد واحد فيهم و أقوله شفت أخرت بيليه و ڤان باستن !! عملك إيه كلينسمان ولا الجون الدابل كيك بتاعوا اللي أقعدت تجرب تعمله على السرير أهو سابك ولا علمهولك حتى !! و أدي مامتك سابتك في الشارع أهه و جريت !!
المهم الوهم ده مطلعش حقيقي الحمد لله .. دخلنا إداره النادي الأهلي و سحبت أمي إستمارة مدرسة السباحه و الكاراتيه و الچودو و ألعاب القوه .. حتدخلني كل اللعب دي في وقت واحد !!!!! (مكنت إترميت في الشارع أسهل !!)
أخدنا الورق و ذهبنا نملى الإستمارات دي وانا خلاص حسلم نفسي و راضي بالربنا كتبه ..
كنا قاعدين قدام ملاعب التنس بالصدفه .. لفت إنتباهي مجموعه مختلفه .. الطبيعي إن ملعب التنس بيلعب عليه إتنين لاعيبه .. نقول تلاته .. أربعه بيلعبوا كلهم مع بعض .. بس الظريف .. إنهم كانو تقريباً مش أقل من عشر لاعيبه كلهم مختلفين في الطول و السن و حتى اللون .. كلهم بيلعبوا مع بعض في نفس الوقت و بيجروا و بيضحكوا .. منظر لم أستطع أنظر إلا عليهم !!
أمي لاحظت مدى تركيزي معهم ..
ماما : يا محمد .. تحب تلعب تنس ؟
أنا: مش عارف يا ماما حاسسها صعبه !!
ماما: ليه يا حبيبي ماهو في منهم في سنك أهو و بيلعبو !
أنا: مش عارف يا ماما .. !!
ماما: مالكش دعوه أنا حكلم الكابتن اللي واقف معاهم و أشوف النظام إيه ...
و ندهت على هذا الرجل .. كان شكله مختلف تماماً عن باقي المدربين .. اللي في الأغلب في الوقت ده شكلهم كده يعيني تعبان و كفران من عشته و محروق من الشمس جنمبه باسكت كور بايظه و حافظ كلمتين بيقلهم طول التمرين بزهق و ملل غير عادي !!
كابتن محمد: نعم يافندم ؟
ماما: إزاي حضرتك يا كابتن .. كنت عايزه محمد يلعب تنس مع حضرتك
كابتن محمد (بصلي كده و أبتسم إبتسامته اللي إتعودنا عليها بعد كده لما بيكون مبسوط من حد فينا): أه طبعاً و هو شكله لاعيب تنس كمان.. " - ياعيني مايعرفش إني بلعب مع الأشباح في البيت -" ... سبيهولي و ملكيش دعوه بيه !!
ماما: طب بكام يا كابتن المفروض أدفع ؟
كابتن محمد: ولا مليم يا فندم
ماما (فاكره انه زي باقي الناس عادي كده لما بيقولوا خليها علينا ياباشا أو إللي تدفعيه يا مدام و الكلام اللي مالوش أي تلاتين لازمه ده) : الله يخليك يا كابتن .. لأ بجد كام المفروض أدفع في الشهر أو في المرة؟؟
كابتن محمد: و الله يا فندم ولا مليم .. لما حضرتك تحسي بالنتيجه و تيجي تتفرجي عليه و هو بيلعب تنس نبقى نتكلم في الفلوس !!!!!!!!!
ماما: يا فندم بس إزاي كده مانفعش !!!!
كابتن محمد: خلاص حضرتك مفيش كلام في الموضوع ده ... !!!
ماما: طب أنهي ساعه في اليوم أجيبه لحضرتك (على أساس إن العادي الprivate ساعه واحده في اليوم؟؟)
كابتن محمد: هاتيهولي الساعه ٤ يا فندم و بنخلص كلنا مع بعض الساعه ١٢ عشان مواعيد الصيف !!
*** و هو ده بالظبط اللي حصل .. كنت أروح الساعه أربعه .. كنا بنعمل كل حاجه .. تمرين .. متشات .. كينج أوف ذا كورت .. بنلعب كوره !! .. بناكل .. بنتخانق و نتصالح .. ميني تنس .. أفلام .. بنجري ورا بعض .. كل ماهو ممكن يتعمل كنا بنعمله .. لدرجة إن كان كابتن محمد بيدينا الكور القديمه اللي هي أصلاً باقي المدربين بيلعبوا بيها لعيبتهم ، كان بيديهالنا عشان نتسابق مين أكتر واحد حايرميها بعيد !!! ... فأصبح ليا حياة و يوماً أتمنى أن لا ينتهي أبداً!!
أتذكر ضحكته الجميله العريضه في إستقبال واحد واحد فينا..
أتذكر شنطته الحمره الWilson اللي كنا كلنا بنحط فيها كل حاجتنا و هو في أخر اليوم يتمم على واحد واحد فينا أن حاجتنا معانا ..
أتذكر جيبه اللي كنت أحط فيه الجنيهات المصروف اللي ماما بتديهوني و أرجع أخد من جيبه على مدار طول اليوم أضعاف اللي أنا حتطهم أصلاً !!!
أتذكر إن يومياً لازم كابتن محمد يجيبلنا فطاير أو بيتزا من الراجل اللي في النادي !!!
أتذكر عربيته اللي إتحولت فيما بعد لتوصيل كل واحد فينا على بيته .. فكانت تشهد أخر لحظات كل اليوم من الضحك و السعاده و الفرحه الا محدوده .. و هو كان وسطنا سعيداً داءماً و مبتسماً إبتسامته العريضه المشهور بها !!
أتذكر أي حاجه أي حد فينا يحتاجها في التنس كان يجيبهاله .. فتل للمضرب .. تورن جريب .. ياما أخدت الڤيبراشن الخضرا الطويله اللي كان بيحطها في مضربه .. لم أشعر يوماً واحداً إنه كان بيحب ولاده الي كانوا أصلاً بيلعبوا معانا أكتر مني أو من أي واحد فينا .. !!!!!
كان رجلا صلباً جدا .. لما كنا نجري نلعب فيتنس كان يجري أكتر واحد فينا .. لما ننزل نلعب ماتش معاه يلاعبنا كلنا ورا بعض و إحنا نكون خلاص مش عارفين ناخد نفسنا و هو مبتسم و نشيط و قوي كعادته
.. حتى سلامه علينا كان لازم هاي فايف عالي و يطرقعه جامد و لو مطرقعش مايبقاش سلام .. لدرجة إني كنت كتير بعمل نفسي شايل أي حاجه عشان أتجنب الرزعه دي .. على طول يناديني و يلبني وحده على إيدي تسمع الملاعب كلها ..!!
داءماً بالكاب الprince .. و راديو صغير أوي قد مثلاً الفلاش ميموري والله مشفت زيه لغاية دلوقتي بسماعه كده في ودنه .. نضارته الشمس .. كان نجم و مثل أعلى و أستاذ و صديق لينا كلنا ..
أتذكر جيداً لما كان أي حد فينا حد يزعقله لإننا أكيد بينضايق باقي المدربين في باقي الملاعب من صوتنا العالي و الهرجله اللي بنعملها .. كنا نجري عليه و نشتكيله .. نلاقيه وشه تحول في ثانيه و عينه و إحمرت و يا ويله اللي ضايق أي حد فينا !!
فكنا فريقاً قوياً و أخوه نلعب كلنا تحت رعايته و حمايته فكان كل من في النادي بيعملنا ألف حساب .. !
*** أتذكر أول بطوله ألعبها في سموحه .. أول ماتش في حياتي .. نزلت الماتش .. و أنا عيني في الملعب و ودني مع كابتن محمد .. كل كوره كنت بكسبها أبصله هو .. مع إن أمي و أبي جانبه .. مكنتش سامع غيره في الماتش .. كانت ثقتي بنفسي بتضرب في السما كل ماشوف نظرة الثقه اللي كان بيديهاني .. كان إصراري علي المكسب بيزيد مع كل كوره و أسمعه و هو بينادي عليا و بيشجعني .. كان أحسن واحد بيعمل couching من بره الملعب و mental toughness .. كوره كوره و هو معايا حتى كسبت الماتش ..
لم أتمالك نفسي من الفرحه إني أخيراً بقيت بعرف أعمل حاجه و أكسب فيها كان كله بفضل هذا الرجل ... جريت عليه و رميت نفسي في حضنه اللي كان دايماً مفتوح ليا يحتوي كل حزني و فرحي و دموعي الطفوليه أو الحماسيه... فكنت لا أكاد أصدق نفسي إن بقى ليا مكان و أمل و طموح حقيقي مش وهم مع نفسي على السجاده في صالون بيتنا.. !!
..
المحزن بعد ما بدأنا نبقى كويسين شويه في اللعبه بدأ يراودنا إحساس اننا عايزين نلعب في فرقة نادي الأهلي اللي في الجزيره زي باقي اللعيبه اللي بنشفها في البطولات بتلعب في فرق!!!
.. ذهبنا واحد ورا واحد و تركناه وحيداً .. مصراً على أن يعيد رسالته الفريده مع لاعيبه و أجيال تانيه غيرنا .. و على العكس المتوقع .. كان طول و الوقت بيكلمنا و يشجعنا و يثبتنا.. فتركنا السعاده و الرعايه و الراحه و الإهتمام و ذهبنا كلٌ يبحث عن نفسه .. !!!
***** هذا الرجل العظيم توفاه الله اليوم .. توفى أستاذي الأول و معلمي و مدربي و صديقي و أبي الثاني .. الرجل الذي كان السبب في أن يكون لي حياه و أن أعرف معنى الأمل و الطموح و الصمود مع الثقه بالنفس .. !
تركنا كلنا وراءه .. تركنا نتذكر أحلى أيام قديناها معه التي لن تعود مره أخرى .. نتذكر سيرته العظيمه و مجهوده الا محدود في بناء شخصيتنا قبل لعبنا.. تعلمت منه ما لم أتعلمه يوماً قط في أي مكان ألتحقت بيه في حياتي فقد أخذت منه الكثير و الكثير و لم أحظى حتى بفرصه لكي أشكره في حياته .. !
شكراً أستاذي .. وداعاً كابتن محمد متولي.